يوسفية العفة
يوسفية العفة
إرمي قَميصَكِ فوقَ القدِّ ينسَدِلُ
واشفي جِراحي فإنّي مسقَمٌ هَزِلُ
خرّت كَواكِبُ من عينيَّ ساجِدَةً
لمّا رُميتِ بجبِّ للنَّوى وَهِلُ
حتى تَهادى بذي الأحداقِ مدمَعُها
بينَ الجُفونِ بِيَ الأهدابُ تشتَعِلُ
كَظمتُ حزنِيَ في قلبي أجمِّلَهُ
صبراً لعلّي مِنَ الأسقامِ أنتَصِلُ
دَعوتُ ربِّيَ في ديجورِ غَيبَتِها
رفقاً بقلبٍ لَعَلَّ الغَيْثَ يَنْهَمِلُ
سبعٌ عِجافٌ وذي الأشواقِ قاحِلَةٌ
والرّوحُ مسغَبَةٌ ، لقياءَ من رَحَلوا
حتّى جَعلتُ هُيامَ القلبِ راحِلَتي
والشّوقُ قافِلَتي ، والرّحلُ يبتَهِلُ
للهِ مضَّرِعاً أمشي وأدعُوَهُ
أن يرزِقّ العينُ رُؤياها لتكتَحِلُ
سيَّرتُ نفسي ووجدُ الحُبِّ سيَّرَني
ولستُ أدري إلى ما السّيرُ قد يَصِلُ
كلّي عَذابٌ ولستُ اليومَ مرتَجِعاً
لا همَّ يُثني على عزمي ولا مَلَلُ
إنّي لها باخِعٌ نفسي على أثَرٍ
أخطو خُطاهُ لَعلَّ القلبَ يشتَمِلُ
على ملاكٍ بأرضِ اللهِ قد خُلِقت
ولا أناسٌ بطينٍ مثلِها جُبِلوا
اللهُ ميَّزَها ، في الأرضِ فضَّلَها
بالحسنِ جمَّلَها ، بالنّورِ تغتَسِلِ
كَأنَّها البدرُ إذ لاحت تُجمِّعُنا
سَناءُ وجهٍ بهِ الأنوارُ تعتَمِلُ
عينانِ تَبرِقُ كالنّجماتِ في ألَقٍ
وتكشِفُ الدّربَ للمكفوفَ كي يَصِلُ
كلُّ الثَّمالَةِ في لمياءِ مبسَمِها
كلُّ الشِّفاءِ إذا حطت لِيَ القُبَلُ
أغدو كطيرٍ وقلبي في الهَوى فَرِحاً
جَناحِيَ الكفُّ ، إن بالكفِّ ينفَتِلُ
يَلومُني الأهلُ والأصحابُ في مَضَضٍ
والكلُّ يزجُرُ بي ، لو أنَّني النَّذِلُ
يَظنُّ قومِيَ أنَّ القلبَ ضلَّلَني
وأنَّني بِجُنونٍ ما بهِ أمَلُ
فَقلتُ للحبِّ : هيّا أخرج عَليهم ، ولا
تبقي فُؤادي بِلومٍ ما لَهُ أصِلُ
لمّا رَأوهُ فَجُنَّ القومُ كلُّهُمُ
قالوا : معاذَ لربِّ الحبِّ أن تَنَلُ
فَقلتُ : "هذا "الذي لمتونَني فيهِ"
سَيُجزِني اللهُ قلباً لستُ أحتَمِلُ
- حيفا / ليلة 13 تموز 2016
القصيدة المشاركة في مسابقة نخبة شعراء العرب 2016
الحاصلة على المرتبة الأولى في مهرجان ملتقى أدباء فلسطين 2017